لغة القالب

لعبة الحوت الأزرق

 لعبة الحوت الأزرق

هل يمكن أن تدفع مُجرَّد لعبة أطفالًا ومراهقين إلى الانتحار؟

هذا حقًّا ما تفعله لعبة الحوت الأزرق، التي تستخدم أساليب ونظريات نفسية متعددة،
تتضمن:
التأثير بالإيحاء و الطاعة للسلطة، إلخ

ما قصة لعبة «الحوت الأزرق» التي تسببت في انتحار العشرات؟


في عام 2013، وبعد خمس سنوات من التفكير في الأمر، اخترع الشاب الروسي فيليب بوديكين (21 عاماً)
لعبة تحمل إسم الحوت الأزرق 🐳 تعتمد على مواقع التواصل الإجتماعي، وبدأت في الظهور من خلال مجموعة أنشأها بودكين على موقع التواصل الاجتماعي الروسي «VK»، ثم انتقلت تباعا إلى مواقع تواصل اجتماعي أخرى مثل «فيسبوك» و«إنستجرام» وغيرهما من المنصات الإجتماعية الأخرى

وقد كشف الشاب الروسي مخترع اللعبة عن نواياه المريضة التي يريد تحقيقها من خلالها، إذ أفاد بأنّ غرضه من إنشائها هو «تطهير المجتمع من النفايات البيولوجية عديمة الجدوى» بالإنتحار

وتجدر الإشارة إلى أن الحوت الأزرق «لعبة اجتماعية» تعتمد على مواقع التواصل الإجتماعي التي يجتذب من خلالها المجرم ضحاياه، وليست تطبيقًا مُستقلًا يمكن تحميله على الهواتف الذكية،
وتعتمد اعتماداً كبيراً على جانب السرية

فيتصيّد المجرم ضحاياه، ثم يضيفهم إلى مجموعات سرية على المنصات الإجتماعية، ويجمع معلومات شخصية عن ضحاياه تُساعده في مهماته لاحقاً، وفي ابتزاز الضحية بإيذاء المقربين منه لو لم يمتثل للأوامر

وتعتمد اللعبة على 50 مرحلة يُرشدك إليها «موجِّه» ويتتبع تنفيذك لها، ومن ثم يبدأ في تهديدك إذا لم تمتثل لتعليماته

وتبدأ اللعبة عادة برسم حوت بآلة حادة على ذراعك، وتصويرها وإرسالها للموجِّه،
 لعبة الحوت الأزرق

وتنتهي المرحلة الخمسين بالإنتحار

وبين أول مرحلة وآخر مرحلة
تتضمَّن مراحل تشمل الإستيقاظ في أوقات متأخرة ليلًا بعيداً عن الوالدين، ومشاهدة أفلام رُعب تتضمَّن صراخًا ودماءً وقتلًا،
 والوقوف على سطح عالٍ، والإستماع لموسيقى كئيبة، وغيرها من الأمور المشابهة التي تدفع الضحية نحو الإكتئاب والإنهيار النفسي

ويعمل الموجّه على الحفاظ على سريَّة الأمر، وبالطبع عدم إفصاح الضحية عن ممارستها للعبة من خلال تهديد الضحية بإيذاء والديها أو المقربين منها إذا أفصحت عن ممارستها اللعبة

ويمتدّ ذلك التهديد إلى المرحلة الأخيرة بوضع الضحية بين خيارين إما أن تنتحر، وأما أن يقتل الموجه والديك، مؤكداً قدرته على ذلك من خلال الإشارة إلى معرفته عنوان المنزل وغيره من المعلومات الشخصية المتوفر معظمها على مواقع التواصل الإجتماعي


وقد دفعت اللعبة عشرات الأطفال والمراهقين إلى الإنتحار، بينهم 130 في روسيا، وامتد عداد الضحايا أيضاً إلى بريطانيا، وعدد من الدول العربية، تتضمن:
السعودية، والكويت، ومصر، والجزائر، التي كان لها الحصيلة الأكبر عربيًّا، بوقوع خمس ضحايا انتحار بسبب لعبة الحوت الأزرق

وقد حُبس بوديكين مخترع اللعبة في روسيا، منذ سنوات، بتهمة التحريض على الإنتحار، فيما لا يزال غيره من «الموجّهين» طُلقاء، وتحاول الشرطة إلقاء القبض عليهم

 التأثيرات النفسيّة التي يستخدمها القائمون على اللّعبة، وكيف يستعملونها للإيقاع بضحاياها في فخ الإنتحار

أولا- التأثير بالإيحاء

كيف يمكن للعبة أن تؤدي إلى الانتحار؟

هذا هو السؤال الذي يشغل كثيرين،
ويثير استغرابهم، والأمر يرجع إلى العديد من العوامل والتأثيرات النفسية التي تدفع بالضحية إلى تلك النهاية المأساوية

من بين هذه التأثيرات النفسية، هو ما يُعرف بـ«التأثير بالإيحاء» أي «التتبع اللا إرادي لأفكار الآخرين»، أو «القبول غير المنطقي أو غير المقصود لأفكار الآخرين»،
فهذا القبول إذا نتج من مناقشة وجدال مُتعمّد لا يُعد إيحاءً

وعند ربط مكوّنات الإيحاء، بطبيعة مكونات اللعبة تجدها متقاربة؛ إذ تتضمن تلك المكونات الواجب حدوثها لتحقيق عملية التأثير بالإيحاء:عملية بين شخصين،
الأوّل:مُرسل للأفكار(الموجّه)،
والثاني:مُستقبِل لها(ضحية)،
وتكون تلك العملية غير إرادية على مُستقبِل الأفكار(الضحية)، كما تكون مقصودة من المُرسل
(الموجه)، ويستقبل الضحية تلك الأفكار على أنها أتت من داخله وليست من أي مصدر خارجي، ولا يوجد أرضية منطقية كافية لقبول المستقبِل (الضحية) لهذه الأفكار

وتُساعد الأفكار والبيئة التي يعيش فيها الضحية خلال اللعبة على الوقوع تحت ذلك النوع من التأثير بالإيحاء



ثانيا- طاعة السلطة

كيف يُمكن لضحايا لعبة الحوت الأزرق الامتثال ببساطة لأوامر المُوجّه الغريبة بجرح أيديهم، 
وإيذاء أنفسهم، وصولًا إلى الإنتحار؟

الإجابة عن هذا السؤال تكمن في نظرية نفسية سيكولوجية، تعود إلى بداية الستينات، تحمل اسم «طاعة السلطة» وكشفت تلك التجربة إمكانية امتثال البشر لأوامر تُخالف معتقداتهم وأخلاقهم، تنفيذا لأوامر السلطة

ففي عام 1961، أجرى عالم النفس ستانلي ملجرام، تجربة حول ذلك الأمر تتضمَّن ثلاثة عناصر أساسية، 
وهي: أصحاب سلطة، يصدرون أوامرهم لأشخاص عاديين مشاركين في التجربة؛ لإيذاء آخرين، ويمتلك المشاركون في التجربة قدرة توجيه «صدمات كهربية» مُتصاعدة، بأمر السلطة إذا أخطأ الآخرون في الإجابة عن أسئلة مُعينة

وكانت نتيجة تلك التجربة صادمة حقاً، إذ وصل مُعظم المشاركين إلى توجيه أقصى صدمة كربائية بقوة 450 فولت، مع أنهم أظهروا في البداية عدم الرضا وبعض التوتر، 
ولكنهم استجابوا في النهاية إلى أمر السلطة، وتجدر الإشارة إلى أن تلك الصدمات كانت مُزيفة وهو ما لم يعلمه المشاركون، ولكن النتيجة هي الميل للاستجابة لأمر السلطة

السلطة في لعبة الحوت الأزرق يمثّلها الموجِّه في اللعبة، حتى وإن كان «الضحية» في اللعبة لا يقبل ذلك الأذى لنفسه، فإنه يستجيب لتلك الأوامر الغريبة من منطلق الميل النفسي لإطاعة السلطة، الذي مثلها الموجِّه في اللعبة


ثالثا- تأثير الأغلبية

وهو ما درسه الدكتور آش، في خمسينيات القرن الماضي، ليقيس تأثير الأغلبية في آرائنا الشخصية وقناعتنا، عندما أجرى تجربة تحمل إسمه، أتى فيها بمبحوث وسط ممثلين متعاونين مع آش، أجمعوا على الإجابة الخاطئة، ليتردد المبحوث قبل الإدلاء بإجابته

وقد كشفت التجربة أن نسبة الخطأ في الإجابة عن هذا السؤال ترتفع من 1% إلى 75%، إذا أجمع المحيطون بك على إجابة خاطئة، 
مما يُشكّك الشخص في إدراكه الشخصي، وقدرته على مواجهة الأغلبية

وهذا ما فعلته اللعبة من توفير بيئة وإجماع سائد في تلك المجموعة السرية على الأفكار الإنتحارية، 
ويأتي حرص الموجّه على سرية اللعبة، وعدم الإفصاح بالأمر للوالدين، للحفاظ على ربط الضحية بتلك المجموعة التي تحمل أفكارا خاطئة، وتجنب مواجهة الضحية بأفكار صحيحة تهدم تلك الأفكار الإنتحارية عن طريق الوالدين أو المقربين، لتبقى الضحية أسيرة الأفكار السائدة في المجموعة السرية


البعض عنده الفضول لمعرفة المهام التي توكل للاعب الحوت الأزرق..


هذه هي قائمة المهام الخمسين:

1-نحت عبارة F57 أو رسم حوت أزرق على يد الشخص أو ذراعه باستخدام أداة حادة ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد أن الشخص قد دخل في اللعبة

2-الإستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحا ومشاهدة مقطع فيديو به موسيقى غريبة تترك اللاعب في حالة كئيبة

3-عمل جروح طولية على ذراع المتحدي

4-رسم حوت على قطعة من الورق

5-كتابة "نعم" على ساق الشخص نفسه إذا كان مستعدا ليكون حوتاً، وإلا ينبغي أن يقطع الشخص نفسه عدة قطع

6-مهمة سرية (مكتوبة في التعليمات البرمجية) . .

7-خدش (رسالة) على ذراع الشخص

8-كتابة حالة على الإنترنت عن كونه حوتا

9-التغلب على الخوف

10-الإستيقاظ على الساعة 4:20 فجراً والوقوف على السطح

11-نحت حوت على يد شخص خاص

12-مشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم

13-الإستماع الى موسيقى يُرسلها المسؤول

14-قطع الشفاه

15-نكز ذراع الشخص بواسطة إبرة خاصة

16-إيذاء النفس أو محاولة جعلها تمرض

17-الذهاب إلى السقف والوقوف على الحافة

18-الوقوف على جسر

19-تسلق رافعة.. في هذه الخطوة يتحقق شخص مؤمن بطريقة أو بأخرى لمعرفة ما إذا كان المشارك جدير بالثقة

20-التحدث مع "الحوت" على سكايب

21-الجلوس على السطح مع ضرورة ترك الساقين مدليين من على الحافة

22-وظيفة مشفرة أخرى

23-بعثة سرية

24-الإجتماع مع الحوت

25-تعيين اللاعب مسؤولًا يوم وفاة الشخص

26-زيارة السكك الحديدية

27-عدم التحدث مع أي شخص طوال اليوم

28-إعطاء يمين حول كونه حوتا

29-بعد هذه الخطوات تأتي الخطوات 30-49 والتي تنطوي على مشاهدة أفلام الرعب والإستماع إلى الموسيقى التي يختارها المسؤول، والتحدث إلى الحوت

50-المهمة الأخيرة وهي الإنتحار بالقفز من مبنى أو بالطعن بسكين

هذه هي الحالات التي تم الإبلاغ عنها



المصدر: موسوعة المعارف الكبرى
13 أبريل

عدد المواضيع